أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلسلة أبطال البربر ( طارق بن زياد )

اذهب الى الأسفل

سلسلة أبطال البربر ( طارق بن زياد ) Empty سلسلة أبطال البربر ( طارق بن زياد )

مُساهمة  tebessi السبت يوليو 19, 2008 9:33 pm

تمهيــــد:

يعد طارق بن زياد من أشهر زعماء المقاومة الأمازيغية في العصر العربي الوسيط إلى جانب كسيلا والكاهنة ويوسف بن تاشفين. وقد استطاع بفضل عقيدة الإسلام وسماحة الدين ويسر الشريعة الربانية أن يتعلم القرآن الكريم وسنة نبيه ( صلعم) ، وبفضلهما نجح طارق في فتح الأندلس ونشر الإسلام في شبه الجزيرة الأيبيرية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى وصلت الفتوحات الإسلامية إلى لابواتييه بفرنسا. واستمر الإسلام في الأندلس مدة ثمانية قرون ، واستطاع المسلمون أن يقدموا لأوربا حضارة إنسانية متقدمة كانت من بين العوامل الأساسية لتحقيق النهضة الأوربية ، وانتشار الحركة الإنسية، وانطلاق الكشوفات الجغرافية، وتطور المعارف والعلوم والفنون في الغرب المسيحي، والتي أسفرت عن ظهور مايسمى بغرب الحداثة الذي سيسيطر على العالم بفضل ثمار الحضارة العربية التي ازدهت بالأندلس، والتي كان وراءها القائد البربري المسلم طارق بن زياد. إذا، من هو هذا الفاتح المشهور الذي تحدثت عنه كتب التاريخ سواء العربية منها أم الأجنبية؟ وماهي أهم المراحل التي مر بها فتحه للأندلس؟ وما موقع خطبة طارق بن زياد من التشكيك والإثبات ؟

1- من هو طارق بن زياد؟
هو قائد امازيغي ولد بمنطقة مكماهون بالجزائر الحالية وهو من البربر الاصليين .
أورد ابن عذاري المراكشي في كتابه" البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب" أن نسب طارق بن زياد هو طارق بن زياد بن عبد الله بن لغو بن ورقجوم بن نير بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو...فهو نضري . وقد اختلف المؤرخون في نسبته ، فهناك من يعتبره فارسيا همذانيا ، وهناك من يدافع عن بربريته بأنه من مواليد قبيلة نفزة البربرية. و قد قيل إن طارق: طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون، وتنطبق هذه الصفات على عنصر البربر". ومن المعروف أن طارق مولى مغربي أمازيغي لموسى بن نصير، وهو أيضا من البربر الزناتيين أو النفزاويين، وقد أسلم والد طارق منذ أيام عقبة بن نافع الفهري.
وقد كان طارق بن زياد حسب الروايات الأدبية والنقدية شاعرا مفلقا، إذ أورد له المقري في كتابه" نفح الطيب" بعض الأبيات الشعرية نقلا عن الحجاري في المسهب وابن اليسع في المغرب، وهي:

ركبنا سفينــــا بالمجاز مقيرا
عسى أن يكون الله منا قد اشتـرى
نفوسا وأموالا وأهلا بجنة
إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيســــرا
ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا
إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا

وقد قال عبد الله الجراري الدارس المغربي مقوما هذه الأبيات الشعرية:"...وقد اشتد شوق الإخوان البرابرة وقوي شغفهم باللسان العربي الجديد ساعة ما أخذ القائد طارق يخاطب إخوانه بلون جديد من ألوان الكلام منشدا إخوانه قصيدته في الفتح... بل حسبنا أن نرى هذا اللون من الكلام المقفى والأسلوب المتزن الجديد الذي لاتفتأ تقاطيعه الشعرية ونبراته الغنائية ذات النوبات التفعيلية القارة تجتذب نفسية الأخ البربري وتحرك شوقه الحار لهذا النوع الطريف من القول الحافز بهدوئه الموسيقي إلى الإصغاء بقلب واع ونفس تواقة للنسج على منواله الهندسي الدقيق رافعا مكانته في مقام الكلام إلى أسمى ذروة في الوزن والتقفية".
وهكذا، نستنتج بأن طارق بن زياد البربري لم يكن فاتحا للأندلس فحسب، بل كان شاعرا ناصع البيان، وخطيبا بليغ اللسان ، فصيح الكلم ، يحسن التعبير، ويجيد التصوير الفني والحجاج النصي الإقناعي.

2- طارق بن زياد فاتحا للأندلس:

بعد فتوحات حسان بن النعمان المظفرة في أفريقية، وانتصاره على آخر مقاومة في بلاد تامازغا بقيادة الكاهنة ديهيا، سيواصل موسى بن نصير اللخمي فتوحات حسان، وسيدخل إلى المغرب تقريبا بدون مقاومة تذكر . والسبب في ذلك أن حسان بن النعمان هيأ له الأرضية وأخمد كل الثورات الأمازيغية والمناوشات الرومية والثورات المضادة وأسكت كل المتمردين .
هذا، وقد أحضر موسى بن نصير معه ألف فقيه ليعلموا البربر أصول الدين الإسلامي والفقه والحديث. وقد تأثر البربر فعلا بحضارة العرب ولغتهم ودينهم بكل سهولة، وتطبعوا بسلوكهم ومبادئ الإسلام السمحة. وفي هذا يقول جوستاف لوبون:" للبربر لغة عريقة يحتمل أن تكون مشتقة من الفينيقية الكنعانية. ويدين البربر بالإسلام، ولكنهم كانوا يدينون بآلهة قرطاجنة الكنعانية. وقد تعربت البربرية حيث تتألف لغة بلاد القبائل الأمازيغية بنسبة الثلث من العربية. فتأثير العرب في شمال أفريقيا أكبر وأقوى من الرومان والإغريق الذين لم يتركوا أثرا في اللغة البربرية."
واتخذت فتوحات موسى بن نصير وجهتين أساسيتين: وجهة بحرية للهيمنة على البحر الأبيض المتوسط وجزره، ووجهة برية لفتح جميع الثغور والمناطق التي استعصت على الفتح من قبل حسان بن النعمان من أجل نشر الإسلام والتعريف بدين محمد (صلعم).
وبعد ذلك، توطدت علاقة موسى بن نصير بحاكم سبتة يوليان أو يليان ، وقد اختلفت المصادر في شخصية يوليان هذا، فبعضها يذكر أنه قوطي، وبعضها يزعم أنه رومي، وبعضها ينسبه إلى بربر غمارة... وقد اتصل يوليان بموسى بن نصير لفتح إسبانيا وجعل سبتة في خدمة جيشه وتقديم كل المساعدات التي يحتاجها في مواجهة الملك الرومي لوذريق الذي اعتدى على ابنته وكذلك الوفاء لغيطشة صديقه الوفي الملك السابق قبل لذريق. ومن هنا أمر موسى بن نصير عامله على طنجة طارق بن زياد بتجهيز الحملة العسكرية لفتح الأندلس. وقبل ذلك، أرسلت سرية بقيادة طريف ويكنى بأبي زرعة، ففتح جزيرة طريف في مائة فارس وأربعمائة راجل، فعاد بسبايا وبأموال كثيرة.
وتوجه طارق بن زياد لفتح الأندلس سنة 92هــ في اثني عشر ألف جندي، فيهم ثلاثمائة فقط على أكثر تقدير من العرب الذين كانوا قوادا مؤطرين للفرق العسكرية منهم مغيث الرومي وعبد الملك المعافري، وعبر طارق البحر في سفن يوليان ونزل بصخرة تحمل إلى يومنا هذا اسمه ( جبل طارق)، وفتح الجزيرة الخضراء، ودخل بجيشه بعد أن أحرق السفن في معركة حامية الوطيس مع جيش لذريق استمرت ثمانية أيام حسوما انتهت بهزيمة القوط شر هزيمة. وفتحت هذه المعركة أبواب الأندلس على مصراعيها أمام الفتوحات الإسلامية التي شرقت في إسبانيا وغربت، فوصلت جيوش طارق طليطلة سنة 93هـ دون مقاومة تذكر. ومن ثم ، تمكن طارق بن زياد من فتح قرطبة ومالقة وغرناطة ومرسية ، وحصل على مائدة ثمينة من الزبرجد نسبت إلى سليمان عليه السلام.
وهكذا استطاع رجال طارق بن زياد ، وهم برابرة أشداء ، بمساعدة مجموعة من قادة العرب المسلمين أن يفتحوا مدن الأندلس ، بعد أن تعلموا القرآن الكريم ومبادئ العقيدة السمحة بسرعة فائقة، وانطلقوا لنشر الإسلام في ربوع شبه الجزيرة الأيبيرية تحت راية الجهاد في سبيل الله بكل حماس وصمود قل نظيرهما، وساهموا في بناء حضارة عربية إسلامية أمازيغية في الأندلس، استمرت زهاء ثمانية قرون في ظل التسامح والتعايش والتقدم والازدهار حتى تبدلت أحوال المسلمين، ومالوا إلى الترف والتقاعس عن الجهاد، واستحبوا القيان والمجون، ومالوا إلى التفرقة خاصة في عهد ملوك الطوائف؛ مما أدى بهم الأمر إلى التشتت والانهيار وسقوط إمارات الأندلس كلها إمارة تلو أخرى.
وقد قيل الكثير عن عزل طارق بن زياد من قبل موسى بن نصير، فهناك من أرجع الأمر إلى أن طارق بن زياد لم يلتزم بخطة بن نصير العسكرية، فغامر بجيشه أثناء فتوحاته وتوغل به في أعماق إسبانيا دون أن يستشرف طارق عواقب هذه المغامرة الجريئة بشكل جيد. وهناك من اعتبر هذا العزل غير عادل بسبب الحسد الذي كان يستشعره موسى بن نصير تجاه طارق بسبب نجاح مولاه في فتوحاته وما اكتسبه من شهرة جعلته ذا نفوذ كبير بين قومه.
وفي هذا الصدد يقول الباحث المغربي الدكتور إبراهيم حركات:" وإذا كان موسى بن نصير قد حسد طارقا على ماحصل عليه من فتوح وغنائم، حتى إن الأمر أدى به إلى اعتقاله، فإن هذا لم يحرك ساكنا، مع ماكان يتمتع به من نفوذ بين قومه. وقد قيل إن موسى كان قد أوصاه بعدم تجاوز قرطبة في فتوحاته فلم يمتثل....
والواقع أن موسى بن نصير قد أساء إلى طارق باعتقاله، والتنكيل به، بيد أن عمله هذا ليس إلا حلقة من سلسلة المساوئ التي ارتكبها الولاة الأمويون ضد البربر في المغرب...
ومهما كان من معاملة الأمويين للبربر، فإن هؤلاء قد أخلصوا للإسلام، وبفضلهم استمر الحكم الإسلامي للأندلس ثمانية قرون.".
ولكن الدكتور علي محمد الصلابي له رأي مخالف لما ذهب إليه الدكتور إبراهيم حركات وأمثاله من الدارسين:" أما ماتواتر في كتب التاريخ العربي من أن موسى ماكاد يسمع بأخبار الفتح حتى أكل الحسد قلبه، وقرر أن ينال هو الآخر نصيبه من شرف الفتح، وأنه أساء معاملة طارق وضربه بالسوط فليس بصحيح، إذ لايعقل أن يصدر مثل ذلك عن تابعي جليل وفاتح عظيم كموسى، ثم إن طارقا كان مولى موسى، يعمل بأوامره وينفذها نصا وروحا، وكان يكتب إليه أخبار الفتح أولا بأول، فلو أن موسى حسد طارقا أو أساء الظن به لاستطاع إزاحته من طريقه، وذلك بعزله واستدعائه إلى القيروان، ولا يستطيع طارق مخالفة أوامر موسى في شيء.
إن كل الدلائل تشير إلى أن طارقا كان مثالا للطاعة والنظام... ولعل أوضح دليل على أن موسى قدم الأندلس لمعونة طارق لا لتأديبه، وأن موسى قدم الأندلس لأغراض عسكرية بحتة، وأن موسى لم يذهب للقاء طارق بعد نزول أرض الأندلس وإنما انصرف إلى فتح كبار البلاد الجنوبية والغربية التي خلفها طارق دون فتح، وذلك لحماية جناح طارق الأيسر من جهة، ولتدعيم قواعد الفتح المتقدمة في الأندلس ولتشتيت قوات العدو بإشغالها في جبهات عديدة بقوات المسلمين الضاربة، فلما تم له ذلك سار موسى إلى طارق ولقيه في طليبرة على مقربة من طليطلة وحين التقيا قال موسى لطارق:" يا طارق إنه لن يجازيك الوليد بن عبد الملك على بلائك بأكثر من أن يمنحك الأندلس، فاستبحه هنيئا مريئا"، فقال طارق:" أيها الأمير!والله لاأرجع عن قصدي هذا مالم أنته إلى البحر المحيط أخوض فيه بفرسي"، ولم يزل طارق يفتح ومعه موسى إلى أن بلغ جليقية وهي على ساحل البحر المحيط."
هكذا، يتبين لنا أن سلوك موسى بن نصير مع طارق بن زياد كان سلوكا سمحا وعادلا ينم عن دماثة أخلاق القائد العربي الجليل وحسن معاملته لطارق بن زياد مولاه المغربي، كما أن السياسة العسكرية تستوجب في الكثير من الأحيان التروي والتمهل والتعقل وعدم المغامرة ، وتنفيذ أوامر السلطات العليا وترجيح مصلحة الأمة على المصلحة الخاصة، حتى ولو افترضنا أن هناك عزلا بالفعل، فلن يكون ذلك القرار إلا لأسباب عسكرية وقيادية.

3- طارق بن زياد خطيبا:

قال طارق بن زياد خطبة رائعة أثناء فتحه للأندلس بعد أن أحرق الأجفان والسفن التي حملتهم إلى الجبل المسمى باسمه ( جبل طارق) قطعا لأملهم في الهروب والرجوع والفرار، وتحفيزا لهم على المواجهة والمقاتلة ومحاربة العدو. وبذلك تكون خطبة طارق بن زياد أقدم نص أدبي نثري وصل إلينا في الأدب المغربي . ومن ثم ، يكون طارق بن زياد أول أديب أمازيغي متعرب أرسى دعائم الأدب المغربي ووطد أسسه الفنية والجمالية على مرتكزات أسلوبية آية في الروعة والبيان والتصوير الفني. ويقول عباس الجراري في هذا السياق:" وربما اعتمد الذين يقولون بوجود أدب في المغرب لأول عهده بالإسلام على الخطبة المشهورة التي ألقاها طارق بن زياد في الجيش المتوجه لفتح الأندلس. والحق أن الباحثين وقفوا بشأن هذه الخطبة مختلفين...
ويذهب والدنا حفظه الله إلى أن جند طارق " كان في مجموعه يدرك مدلول مااحتواه الخطاب الحماسي العربي، وهو ما هو علوا في البيان والروعة والسمو يجعلنا نومن بأن برابرة المغرب لذلكم العهد الإسلامي الفتي كان لهم إلمام واسع ومعرفة لاتقصر عن فهم أمثال هذا الخطاب الحربي البليغ الذي حول فزعهم ثباتا وشجاعة واضطرابهم يقينا وصمودا".
ولما سمع الجيش خطبة طارق" أثرت فيه تأثيرها البليغ المشهود في اندفاعه إلى حومة الوغى، وتهافته على الموت بإيمان وحماس. فكيف يفسر هذا بغير سرعة انتشار العربية، كالسرعة التي انتشر بها الإسلام؟" .
وإليكم خطبة طارق بن زياد كما أوردها الأستاذ والباحث المغربي عبد الله كنون ونقحها في كتابه القيم" النبوغ المغربي في الأدب العربي":

" أيها الناس: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه، وأسلحته وأقواته موفورة. وأنتم لاوزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم. وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ولم تنجزوا لكم أمرا، ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم. فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لنفسكم بالموت وإني لم أحذركم أمرا أنا عنه بنجوة، ولاحملتكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس( من غير أن) أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلا استمتعتم بالأرفه الألذ طويلا، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فما حظكم فيه بأوفى من حظي. وقد بلغتكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان، من بنات اليونان، الرافلات في الدر والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان، المقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان. وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا. ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة وليكون مغنمها خالصة لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم. والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين. واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم " لذريق" فقاتله إن شاء الله تعالى فاحملوا معي فان هلكت بعده فقد كفيتكم أمره ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه وان هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه واحملوا بأنفسكم عليه واكتفوا لهم من فتح هذه الجزيرة بقتله فإنهم بعده يخذلون."

وتتسم خطبة طارق بن زياد بروعة الأسلوب ونصاعة البيان وتنوع الأساليب وانتقالها من الخبر نحو الإنشاء، ومن الإنشاء الطلبي إلى الإنشاء غير الطلبي. ويعتمد طارق بن زياد في نصه الخطابي هذا على الحجاج الإقناعي والتصوير البلاغي وأسلوب الترغيب والترهيب للتأثير في نفوس مخاطبيه وإقناعهم بضرورة الدفاع عن أنفسهم ومقاتلة الأعداء حتى يتحقق النصر لنشر الإسلام في ربوع الأندلس قاطبة. وتشبه هذه الخطبة في خصائصها الجمالية الخطبة الأموية في استرسالها وبلاغة أسلوبها وسحر كتابتها وجمال ألفاظها وعذوبة بيانها.
tebessi
tebessi

عدد الرسائل : 95
تاريخ التسجيل : 06/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى