رجل الاعمال

رجــــل الأعمــــال



يا عصــــام الخيـر رفقا بحالي ***** فأنـــت من خيـــــــرة الرجال
قـــــد أنهي إلــــى علمــي أنك ***** صــــرت من رجـــال الأعمال
يشــــار إليك بالبنـــــــان أيضا ***** و كثـــر عليــك القيل و القال
نلــــت منـــاقصات فيهـــا مـال ***** و أصبــــح بــدل الكيـل أكيال
بخصــالك و أموالك ذاع صيت ***** لك و صـــرت مضرب الأمثال
و تمســـك بزمـــام الأمور بجد ***** توظف مــن تشــــاء بلا منال
إذ تكثـــر من العطـــايا بسخاء ***** و تدع أتــرابك في ذل السؤال
ألا تذكـــر حالك معنـــا ســابقا ***** فسبحـان الله مغيّـــر الأحوال
نسيــــت شلــــــة الخيــر التي ***** كــــــانت لك سنــــدا و مجال
هــذا شكيب كـــاد يقتــل نفسه ***** و ذاك وليــد طـرد مع العمال
كـــذا صهيب صـــار بلا مأوى ***** يبيت في مقهـــى رجل محتال
و حسيـــن قهــره مرض قاس ***** فأجـــرى عمليـــــة بكثير مال
فكيف بــــي و أنـــا صــــاحبك ***** أشقـــى و أنـــت و لا على بال
هــــا أنــــا أقف ببـــابك طمعـا ***** طـــالبا رزقـــا و عمـــلا حلال
إنّـــي رجل قــــد مسنـي الضر ***** و اشتـــدت فــاقتي و أنا بطال
لا أجــــد حتـــى قــــوت يومي ***** وثيـــابي غدت خرقا و أسمال
تمــــرد علــّي الأهــــــل كلهـم ***** و لم أسلـــم حتــى من الأطفال
لا رحمــــــة وجـــدت بينهــــم ***** لا عنـــــد العــــــم و لا الخــال
و كــادت زوجتي أن تتــركني ***** و تغرق في الرذيلــة هذا محال
أوَ تــــرضى لي الـــديث أيضا ***** بعد أن نسيتنــي أعـــواما تقال
وظفني عندك بوركت يا أخي ***** واطعـــم أفـــواه هــؤلاء العيال
و أنـــا راض بكـــل مـــا تريد ***** سواء كانت وظيفــة أو أشغال
بل أرضــــى حتــــى بــأدناها ***** حـارسا إن شئـت أو حتى زبال
كــان منّي فيــــك قول أساءك ***** فيمــا مضى و غيـّر منك الحال
لله درك تعفــــــو و تصفــــح ***** فنحــــن و الله هـــــــم الأنــذال
فاغفــــر زلات لســــان كانت ***** عــليّ و عليـــــك شـــــــر وبال
فأنت موطـن الرحمة و الحلم ***** و أنت سليل النمـامشـة الأبطال
وما أنــــا إلا بسفيـــه لا يعي ***** و أنــــا رجـل أقــــــوال لا أفعال
هـــــذا خطــــابي لك اقــــرأه ***** لعـــل قلبك يــرأف و خيرا تنال
و إنــي أرقــــب منــــــك ردا ***** و الحمـــد لله علـــى كــــل حال