أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقامات النموشي ** المقامة الجلفاوية **

اذهب الى الأسفل

مقامات النموشي ** المقامة الجلفاوية ** Empty مقامات النموشي ** المقامة الجلفاوية **

مُساهمة  Admin الخميس سبتمبر 03, 2009 7:47 pm

حدثنا عباس النموشي قال : كنت قد أمضيت الخدمة الوطنية ، و مهامي العسكرية ، و فترة الجندية ، في ولاية الجلفة ، ذات الوجوه الخيـّرة الصرفة ، عرين أولاد نائل الكرام ، و موطن الشهامة و الوئام ، و تركت فيها صحبة نشامى ، و ذكريات حسنة لزاما ، و في أحد الليالي كنت بداري ، فطرق طارق بابي فحسبته جاري ، و هممت بفتحه في التو و الأوان ، فوجدته ابن عمي عمران ، فأذنت له بالدخول آخذه بالأحضان ، وقلت : أسهب في طلبك ، و اكشف عن مقصدك ، و ما أتى بك ، فقال لي : أي يا ابن العم ، لقد أصاب أختي الهم والغم ، جراء ما صنع إبنها الأكبر ، من مشاكل لا تغتفر ، فقد أحال حياتها جحيما ، وبيتها جهيما ، فكـَمَا تعلم أنه شاب بطال ، و لا فائدة منه تـُرجى و تـُطال ، أبَى أن يعمل أو يسترزق ، أو بأترابه في الكد أن يلتحق ، و صار يتسكع في الشوارع ، و قد حل به سوء الطوالع ، فأردت أن أقصدك ، لـَعلّي أجد الحل عندك ، فقد تناهى إلى سمعي ، أن لك معارف و أنا أدري ، بأنك تقدر على أن تدخله الثكنة ، كجندي أو عريف بكل ضمنة ، فأنت لك صحب كثر ، و جمع غفر ، فيهم المرشح و الرقيب ، و كذا الملازم و النقيب ، فقلت له : يا ابن العم ، هذا كان من زمان تـم ، فقد أحيل بعضهم إلى التقاعد ، و حوّل الآخرون إلى غير قواعد ، وسيستعصى عليّ إيجادهم ، و معرفة أماكنهم ، فصار يتوسل إليّ و يقبل يديّ ، فرضخت للأمر الواقع ، بعد أن أفحمني بالبرهان القاطع ، و طمأنته بأنّي سأتصل بالأصحاب ، و أطرق عليهم الأبواب ، فلما حان وقت الذهاب ، حددت معه الرجوع و الإياب ، و اتفقت مع الشاب بالسفر باكرا ، وقت الفجر عندما أكون لربي ذاكرا ، و لما جاء الميقات المحدد ، وجدته أمام داري يتودد ، فجمعت أغراض السفر ، و ودعت أهلي على صبر ، و اتجهنا إلى أقرب محطة ، قاصدين وجهة الغرب و الشطة ، و ركبنا سيارة باتجاه ولاية باتنة ، ذات الترب الداكنة ، و بعد برهة من السير ، بدأت آلام المعدة تتحير ، لـِما ابتلاني به ربي ، من علة بها كان قدري ، فصرت أتقيأ بشدة ، كمن شرب من ماء الربدة ، أو من كأس الراح و العربدة ، و مكثت على هذا الحال ، ساعتين بالتمام و الكمال ، حتى كدت أن أخرج أمعائي ، أو تتطاير أشلائي ، و رحت أسب ساعة النحس ، و وجه البؤس ، الذي أوصلني إلى هذه الحال ، وما صار إليه المآل ، و كدت أعود أدراجي ، لكن توجهت إلى ربي أناجي ، أن إرحمني من هذا الكرب ، وخفف عني الألم و الذنب ، و بقيت أتجرع الألم ، ممتنعا عن التكلم ، حتى وصلنا إلى حدود ولاية الجلفة ، في ساعة الزوال و النصف ، و إذا بنا أمام مركز التدريب للمشاة ، في منطقة مويلح شبيهة الفلاة ، التابعة لبلدية المليليحة ، ذات المروج الفسيحة ، فوجدته طابورا قدام الثكنة ، فكدت أصاب لهوله بالعنـّة ، فناديت الشاب و صرت أجول بين الصفوف ، باحثا عن وجه مألوف ، حتى اهتديت إلى ملازم كان صديقي ، و هو في أيام الخدمة رفيقي ، فاقتربت منه و ما عرفني ، لتغيـّر شكلي و مظهري ، فقد صرت ملتحيا ، و وجهي بالكاد متخفيا ، فلما سمع صوتي عرفني ، وصار يرحب بي ، و يسلم علي ، فأطلعته على غايتي ، و ما جاء بي في ساعتي ، لكنه تأسف ، و صار يقلب كفيه و يتأفف ، وقال لي : أي صديقي أترى هذا الصف الطويل ، الذي ليس له مثيل ، و هو في طول الفرسخ و الميل ، و هؤلاء الشباب الواقفون ، لهم ثلاثة أيام ينتظرون ، و منهم من بات في الغابة المجاورة ، بلا غطاء و لا داثرة ، و قد أقمنا عليهم حراسة ، مخافة الفتك بهم من أصحاب الشراسة ، كما أن المركز طلب عددا يسيرا ، و لا طاقة له بها تدبيرا ، و لك أن تنتظر ، و لو عملت فيك الأجر ، لسوف أحجز لك مكانا مع الأوائل ، بين هذا الكم الهائل ، و كان الأمر كما أشار عليّ ، و بقيت أرقب صاحبي ، و بينما أنا أمشي بين الجموع ، رأيت شابا في القد مربوع ، فتبين لي أنه أحد بني عمومتي ، الذين يسكنون ولاية الوادي ، فزادت لهذا حيرتي ، فأخذ يتودد بأن أجد له مكانا ، ليلتحق بالجيش أوانا ، فقلت له يا هذا ، ما خطبك و ماذا ، إني والله قد علقت في أن أجد مكانا لرفيقي ، فتأتي أنت لتزيد من ضيقي ، أصبر حتى يحكم الله في الأمر ، أو نخرج كلانا بلا أجر ، فكانت و الله خمس ساعات إنتظارا ، كأننا خضنا فيها غمارا ، و ما هي لحظات ، حتى نادى منادي من وراء الشرفات ، أن قد إنتهى القبول ، و أخذنا كفايتنا من الحصول ، و من أراد أن يلتحق بمركزنا ، فليصبر ستة أشهر أخرى و لا يزعجنا ، هيا إفرنقعوا من أمام الساحة ، في برهة و رواحة ، فما كان مني إلا أن أخذت الشابان ، قاصدا مفترق طرق دار الشيوخ و المكان ، علـّني أظفر بسيارة أجرة أو حافلة أو حتى مزنجرة ، لكي توصلني إلى المدينة قبل المكثرة ، لكن هيهات وهيهات ، فالوقت قد فات ، و تكاثرت جموع الشبان في الحين و الآن ، و قد قاربت الشمس الأفق ، فقد كان الجو باردا ، و عقلي لهذا شاردا ، و لما رأيت أن لا مناص من المشي ، قبل أن يحل علينا الليل و السعي ، خير من أن أنتظر في هذه القرية المخيفة ، لخوفي على من يرافقني من الحيفة ، فهممت بالسير حتى مر بنا جرار يسير ، فاعترضت سبيله ، قاطعا طريقه ، وقلت لسائقه بالله عليك أن تقربنا قليلا ، و ليس لنا عنك بديلا ، فأوصلنا إلى مكان قرب الفوج الحادي والثلاثين ، و أكملنا بعدها السير خائفين ، وقد عسعس الليل علينا ، و أنا كلي تضرع لله بأن يسترنا ، و قد دخلنا المدينة في جنح الليل ، في سرعة الجياد و الخيل ، فأوقفنا سيارة بحي بوتريفيس ، أوصلتنا إلى وسط المدينة في تنفيس ، و صرت أجول بهم قاصدا فنادقها ، لكني و جدتها كلها محجوزة عن آخرها ، حتى المطاعم مغلقة ، إلا من بعض الدكاكين المنمقة ، فاشتريت عشاءنا ، و هممنا إلى زاوية حذاءنا ، و قد كانت لي معرفة بأحد الرفاق ، في الجلفة الجديدة ذات الأنساق ، لكني خشيت عليه الإنفاق ، ونحن ثلاثة رفاق ، فقصدت ساحة محمد بوضياف ، و قد قارب الليل الأنصاف ، فكدنا نموت من البرد و القـرّ ، و الجليد و الصـرّ ، فاخترت مكانا بين أحد العمارات و المسجد ، و كان مظلما و دافئا لكي نرقد ، وافترشنا أوراق الصناديق ، و توسدنا الحقائب بعيدا عن الطريق ، لكن النوم جافانا ، و الزمهرير أذانا ، فما غمضت لنا أعين ، و لا هدأت لنا أجفان ، و كاد البكاء يخيم على صحبي ، و رحت أروّح عنهم في حيني ، فتبادرت إليّ فكرة في ساعتي ، بأن أشعل نارا تقينا شر البلاء ، و تجنبا الموت و الفناء ، و رحنا نبحث عن الأخشاب و الأوراق ، حتى جمعنا منها كثير النطاق ، وأشعلتها ، وصرنا نتدفأ عليها ، حتى تنفس الصبح جليا ، فاتجهنا إلى المحطة مليا ، و ركبت أنا و رفيقي أول سيارة ، و تركت الآخر ينتظر قاصدا وجهته في مرارة ، و كلّي حسرة على ما حل بي ، في سفريتي ، حامدا المولى أنها كانت هذه نهايتي ، و الذي نجانا من شر اللصوص ، و تقطع الأفئدة والخموص .

Admin
Admin

عدد الرسائل : 255
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

https://bendjoua.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى