من أشعاري * المغيث *
صفحة 1 من اصل 1
من أشعاري * المغيث *
المـغيـــــث
مــدّت جيدَهـــا للنّحـــر وانتظـــرت ******* هــي ساعـــــة الموت حــــانت واقتربت
عمَّهـــا القحـــــطُ أعوامــا فعطشت ******* وحُفـــــر وجههـــــا الجميـــــل فتشققت
ضـــاع بساطهـــا الأخضـــر وذُللت ******* حتى أصبحــــــت صفــــــراء وشُــوهت
وكثـــــر هشيمهـــا بعــــد أن كانت ******* ِضياعــا وحقولا والبسمـــة منهـا مُحيت
وغـــاب عنهـــا الرفقــاء وانفردت ******* مـــن دواب وطيـــــــور منهــــــا يــأست
تبكي الجمـــع فأوصالهــــا تقطعت ******* لا أنيـــــس ولا خِــــــل يؤنسهـــا فجفت
أَمِـــنْ فعـــــل البشــــر حالهـــا آلت ******* أم عقــاب من المولــــى لهـــم فامتحنت
وازداد حزنهــــا الثقيـــــل فتورمت ******* ليـــــــــلا نهــــــــــــارا فمـــــــا بــــرأت
مـــن قطــــــرات الغيــــث حـــرمت ******* ودخلـــــت حبـــــس الطــــوى فــسجنت
ثنـــايـــاهــــا مـن الحـــــر هُتكــــت ******* فبَــــــان جلدهـــــا الرقيــــق فـــاكفَهَرّت
مـــن فــــرط الجفــــاف استعبـــدت ******* فـــــأحكم فيهـــــا القبــــض وتسلــــسلت
و الشمس بوهجهــا و حرها لَحَفت ******* ومَحــــت كـــــــل جمـــال منها وتجَعدت
تئــن من شـــدة الوطــــأة فتحجرت ******* وعجــــــزت عــــن الكــــــــلام فخرست
في الإثــــــم الثقليـــــــن أســـرفت ******* ورايــــــات البـِـــــــــر منهــــــم نكســت
ألســــن الخيــــــر فيهــــــــم قطعت ******* إلى الشــــــــر والفحشــــــــاء صـــرفت
فبانت الرحمة من الظلماء وانبثقت ******* و تلاشــــى ســــــواد الأرض و تنـورت
فــأمر الرحيـــم السمــــاء فأمطرت ******* بعدمـــــا ولـّــــت سنيـــــــن و أدبـــــرت
وعمّت الخيرات الأرض و انتشرت ******* وســــــاد المــــــــاء الِوهــــــاد فامتلأت
فبَدت البسمـــــة عليهــــــا وفرحت ******* بعــــــد أن كــــــانت حزنـــــت وتجهمت
ورجـــــع البســــــــــاط وتـــــزينت ******* الخُضـــــــرة فــوقهــــــــــا تنـــــوعـــت
العصــــافير قفلــــت إليهــا ورجعت ******* بعـــــد طـــــــول جفــــــــــاء وعـــــادت
هـــذا الغيــــث الذي بـــه عاد كذبت ******* و نكـــــــرت عقابـــــه سبــــــأ وجحدت
لـــولاك يــــا رحمــــن مـــــا سُقيت ******* أرض ولا بهيمــــــــــة منهـــــــا شربت
فلك الحمد بتسخير الريح وما فرقت ******* ولك الحمد بعدد النجـــــــوم ومـا بـرقت
ولك الحمد عـدد خلقــك ومـــا سَعت ******* ولك الحمد بعدد كلماتهـــا ومـــا سبحت
ولك الحمد عـدد القبـــور إذا بعثرت ******* ولك الحمد عدد الخــــلائــــق إذا بعثــت
فسبحانك بجمع الملائكة وما سبحت ******* وسبحانك بكبـــــر الجنــــة إذا أزلفلـــت
وسبحانك بغلــظ الزبانيــة إذا دُعيت ******* وسبحانك بِزنة عرشك إذ عظمتك تجلّت
وسبحانك بكـــل العوالــم التي خلقت ******* بأمــــرك ، في أقطــــارها ومــــا حَوت
أنت مأمــــولي إذا حـــالــــي ضُيقت ******* و أنت نصيـري إن عَلَيَّ الأعداء تكالبت
وأنت سنــدي إن بالمصــائب أبتليت ******* وأنت حسبـــي إن الــــناس لـــي ظلمت
و أنت رجائي إن الأبـــواب أوصدت ******* في وجهي ، يا من له الأسمــاء تقدست
مــدّت جيدَهـــا للنّحـــر وانتظـــرت ******* هــي ساعـــــة الموت حــــانت واقتربت
عمَّهـــا القحـــــطُ أعوامــا فعطشت ******* وحُفـــــر وجههـــــا الجميـــــل فتشققت
ضـــاع بساطهـــا الأخضـــر وذُللت ******* حتى أصبحــــــت صفــــــراء وشُــوهت
وكثـــــر هشيمهـــا بعــــد أن كانت ******* ِضياعــا وحقولا والبسمـــة منهـا مُحيت
وغـــاب عنهـــا الرفقــاء وانفردت ******* مـــن دواب وطيـــــــور منهــــــا يــأست
تبكي الجمـــع فأوصالهــــا تقطعت ******* لا أنيـــــس ولا خِــــــل يؤنسهـــا فجفت
أَمِـــنْ فعـــــل البشــــر حالهـــا آلت ******* أم عقــاب من المولــــى لهـــم فامتحنت
وازداد حزنهــــا الثقيـــــل فتورمت ******* ليـــــــــلا نهــــــــــــارا فمـــــــا بــــرأت
مـــن قطــــــرات الغيــــث حـــرمت ******* ودخلـــــت حبـــــس الطــــوى فــسجنت
ثنـــايـــاهــــا مـن الحـــــر هُتكــــت ******* فبَــــــان جلدهـــــا الرقيــــق فـــاكفَهَرّت
مـــن فــــرط الجفــــاف استعبـــدت ******* فـــــأحكم فيهـــــا القبــــض وتسلــــسلت
و الشمس بوهجهــا و حرها لَحَفت ******* ومَحــــت كـــــــل جمـــال منها وتجَعدت
تئــن من شـــدة الوطــــأة فتحجرت ******* وعجــــــزت عــــن الكــــــــلام فخرست
في الإثــــــم الثقليـــــــن أســـرفت ******* ورايــــــات البـِـــــــــر منهــــــم نكســت
ألســــن الخيــــــر فيهــــــــم قطعت ******* إلى الشــــــــر والفحشــــــــاء صـــرفت
فبانت الرحمة من الظلماء وانبثقت ******* و تلاشــــى ســــــواد الأرض و تنـورت
فــأمر الرحيـــم السمــــاء فأمطرت ******* بعدمـــــا ولـّــــت سنيـــــــن و أدبـــــرت
وعمّت الخيرات الأرض و انتشرت ******* وســــــاد المــــــــاء الِوهــــــاد فامتلأت
فبَدت البسمـــــة عليهــــــا وفرحت ******* بعــــــد أن كــــــانت حزنـــــت وتجهمت
ورجـــــع البســــــــــاط وتـــــزينت ******* الخُضـــــــرة فــوقهــــــــــا تنـــــوعـــت
العصــــافير قفلــــت إليهــا ورجعت ******* بعـــــد طـــــــول جفــــــــــاء وعـــــادت
هـــذا الغيــــث الذي بـــه عاد كذبت ******* و نكـــــــرت عقابـــــه سبــــــأ وجحدت
لـــولاك يــــا رحمــــن مـــــا سُقيت ******* أرض ولا بهيمــــــــــة منهـــــــا شربت
فلك الحمد بتسخير الريح وما فرقت ******* ولك الحمد بعدد النجـــــــوم ومـا بـرقت
ولك الحمد عـدد خلقــك ومـــا سَعت ******* ولك الحمد بعدد كلماتهـــا ومـــا سبحت
ولك الحمد عـدد القبـــور إذا بعثرت ******* ولك الحمد عدد الخــــلائــــق إذا بعثــت
فسبحانك بجمع الملائكة وما سبحت ******* وسبحانك بكبـــــر الجنــــة إذا أزلفلـــت
وسبحانك بغلــظ الزبانيــة إذا دُعيت ******* وسبحانك بِزنة عرشك إذ عظمتك تجلّت
وسبحانك بكـــل العوالــم التي خلقت ******* بأمــــرك ، في أقطــــارها ومــــا حَوت
أنت مأمــــولي إذا حـــالــــي ضُيقت ******* و أنت نصيـري إن عَلَيَّ الأعداء تكالبت
وأنت سنــدي إن بالمصــائب أبتليت ******* وأنت حسبـــي إن الــــناس لـــي ظلمت
و أنت رجائي إن الأبـــواب أوصدت ******* في وجهي ، يا من له الأسمــاء تقدست
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى