أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى بن نجوع
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى بن نجوع
و ختام القول : حللتم اهلا و نزلتم سهلا ...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قبائل العرب منذ البدئ الى الآن ** المناذرة **

اذهب الى الأسفل

قبائل العرب منذ البدئ الى الآن **  المناذرة ** Empty قبائل العرب منذ البدئ الى الآن ** المناذرة **

مُساهمة  alhadef12000 الخميس أغسطس 21, 2008 12:05 am

وأما في الجيل الثاني وهم العرب المستعربة فلم يكن لهم بهم مستبد وإنما كان ملكهم به بدوياً ورياستهم في أهل الظواعن‏.‏ وكان ملك العرب كما مر في التبابعة من أهل اليمن وكانت بينهم وبين فارس حروب وربما غلبوهم على العراق وملكوه أو بعضه كما مر‏.‏ لكن اليمن لم يغلبوا ثانياً على ما ملكوا منه وقد مر إيقاع بختنصر وإثخانه فيهم ما تقدم‏.‏ وكان في سواد العراق وأطراف الشام والجزيرة الأرمانيون من بني إرم بن سام ومن كان من بقية عساكر ابن تبع من جعفر طيء وكلب وتميم وغيرهم من جرهم ومن نزل معهم بعد ذلك من تنوخ ونمارة بن لخم وقنص بن معد ومن إليهم كما قدمنا ذكر ذلك‏.‏ وكان ما بين الحيرة والفرات إلى ناحية الأنبار موطن لهم وكانوا يسمون عرب الضاحية وكان أول من ملك منهم في زمن الطوائف مالك بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن قضاعة‏.‏ وكان منزله مما يلي الأنبار‏.‏ وملك من بعده أخوه عمرو بن فهم ثم ملك من بعدهما جذيمة الأبرش اثنتي عشرة سنة‏.‏ وقد تقدم أنه صهرهما وأن مالك بن زهير بن عمرو بن فهم زوجه أخته وصاروا حلفاء مع الأزد من قوم جذيمة‏.‏ ونسب جذيمة في الأزد إلى بني زهران ثم إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران وهو جذيمة بن ملك بن فهم بن غنم بن دوس هكذا قال ابن الكلبي‏.‏ ويقال‏:‏ إنه من وبار بن أقيم بن لاوذ بن سام‏.‏ وكان بنو زهران من الأزد خرجوا قبل خروج مزيقيا من اليمن ونزلوا بالعراق وقيل ساروا من اليمن مع أولاد جفنة بن مزيقيا‏.‏ الطوائف ملك‏.‏ وكان مالك بن فهم هذا من ملوكهم وكان بشاطىء الفرات من الجانب الشرقي عمرو بن الظرب بن حسان بن أدينة من ولد السميدع بن هوثر من بقايا العمالقة‏.‏ كان عمرو بن الظرب على مشارف الشام والجزيرة وكان منزله بالمضيق بين الخابور وقرقيسا فكانت بينه وبين مالك بن فهم حروب هلك عمرو في بعضها وقامت بملكه من بعده ابنته الزباء بنت عمرو واسمها نائلة عند الطبري وميسون عند ابن دريد‏.‏ قال السهيلي‏:‏ ويقال إن الزباء الملكة كانت من ذرية السميدع بن هوثر من بني قطورا أهل مكة وهو السميدع بن مرثد بالثاء المثلثة ابن لاي بن قطور بن كركي بن عملاق وهي بنت عمرو بن أدينة بن الظرب بن حسان‏.‏ وبين حسان هذا والسميدع آباء كثيرة ليست بصحيحة لبعد زمن الزباء من زمن السميدع انتهى كلام السهيلي ولم تزل الحرب بين مالك بن فهم وبين الزباء بنت عمرو إلى أن ألجأها إلى أطراف مملكتها‏.‏ وكان يغير على ملوك الطوائف حتى غلبهم على كثير مما في أيديهم‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ وهو أول ملك كان بالعراق من العرب وأول من نصب المجانيق وأوقد الشموع وملك ستين سنة‏.‏ ولما هلك قام بأمره من بعد جذيمة الوضاح ويقال له الأبرش وكان يكنى بأبي مالك وهو منادم الفرقدين‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ كان جذيمة بعد عيسى بثلاثين سنة فملك أزمان الطوائف خمساً وسبعين سنة وأيام أردشير كلها خمس عشرة سنة وثماني سنين من أيام سابور‏.‏ وكان بينه وبيز الزباء سلم وحرب‏.‏ ولم تزل تحاول الثأر منه بأبيها حتى تحيلت عليه وأطمعته في نفسها فخطبها وأجابته‏.‏ وأجمع المسير إليها وأبى عليه وزيره قصير بن سعد فعصا ودخل إليها ولقيته بالجنود وأحس بالشر فنجا قصير ودخل جذيمة إلى قصرها فقطعت رواهشه وأجرت دمه إلى أن هلك في حكاية منقولة في كتب الإخباريين‏.‏ قال الطبري‏:‏ وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأياً وأبعدهم مغاراً وأشدهم حزماً وأول من استجمع له الملك بأرض العراق وسرى بالجيوش‏.‏ وكان به برص فكنوا عنه بالوضاح إجلالاً له‏.‏ وكانت منازله بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر وأطراف البر إلى العمق والقطقطانية وجفنة‏.‏ وكانت تجبى إليه الأموال وتفد إليه الوفود وغزا في بعض الأيام طسماً وجديساً في منازلهم باليمامة‏.‏ ووجد حسان بن تبع قد أغار عليهم فانكفأ هو راجعاً بمن معه وأتت خيول حسان على سرايا فأجاحوها وكان أكثر غزو جذيمة للعرب العاربة وكان قد تكهن وأدعى النبوة‏.‏ وكانت منازل إياد بعين أباغ سميت باسم رجل من العمالقة نزل بها‏.‏ وكان جذيمة كثيراً ما يغزوهم حتى طلبوا مسالمته‏.‏ وكان بينهم غلام من لخم من بني أختهم وكانوا أخوالاً له وهو عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحرث بن مسعود بن مالك بن عمرو بن نمارة بن لخم‏.‏ وكان له جمال وضرب وطلبه منهم جذيمة فامتنعوا من تسميمه إليه فألح عليهم الغزو وبعثت إياد من سرق لهم صنمين كانا عند جذيمة يدعو بهما ويستسقي بهما وعرفوه أن الصنمين عندهم وأنهم يردونهما بشريطة رفع الغزو عنهم فأجابهم إلى ذلك بشريطة أن يبعثوا مع الصنمين عدي بن نصر فكان ذلك‏.‏ ولما جاء عدي بن نصر استخلصه لنفسه وولاه شرابه وهويته رقاش أخته فراسلته فدافعها بالخشية من جذيمة فقالت له اخطبني منه إذا أخذت الخمر منه واشهد عليه القوم ففعل وأعرس بها من ليلته‏.‏ وأصبح مضرجاً بالخلوق وراب جذيمة شأنه ثم أعلم بما كان منه فعض على يديه آسفاً‏.‏ وهرب عدي فلم يظهر له أثر ثم سألها في أبيات شعر معروفة فأخبرته بما كان منه فعرف عذرها وكف‏.‏ وأقام عدي في أخواله إياد إلى أن هلك‏.‏ وولدت رقاش منه غلاماً وسمته عمرا وربي عند خاله جذيمة وكان يستظرفه‏.‏ ثم استهوته الجن فغاب وضرب له جذيمة في الآفاق إلى أن ردده عليه وافدان من العتقا ثم من قضاعة وهما مالك وعقيل ابنا فارج بن مالك بن العنس أهديا له طرفاً ومتاعاً ولقيا عمراً بطريقهما وقد ساءت حاله وسألاه فأخبرهما باسمه ونسبه فأصلحا من شأنه وجاآ به إلى جذيمة بالحيرة فسر به وسرت أمه‏.‏ وحكم الرجلين فطلبا منادمته فأسعفهما وكانا ينادمانه حتى ضرب المثل بهما وقيل ندماني جذيمة‏.‏ والقصة مبسوطة في كتب الإخباريين بأكثر من هذا‏.‏ قال الطبري‏:‏ وكان ملك العرب بأرض الحيرة ومشارف الشام عمرو بن ظرب بن حسان بن أدينة بن السميدع بن هوثر العملاقي فكانت بينه وبين جذيمة حرب قتل فيها عمرو بن الظرب وفضت جموعه‏.‏ وملكت بعده بنته الزبا واسمها نائلة وجنودها بقايا العمالقة من عاد الأولى ومن نهد وسليح ابني حلوان ومن كان معهم من قبائل قضاعة وكانت تسكن على شاطىء الفرات وقد بنت هنالك قصراً وتربع عند بطن المجافز وتصيف بتدمر‏.‏ ولما استحكم لها الملك أجمعت أخذ الثأر من جذيمة بأبيها فبعثت إليه توهمه الخطبة وأنها امرأة لا يليق بها الملك فيجمع ملكها إلى ملكه فطمع في ذلك ووافقه قومه وأبى عليه منهم قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس بن أربى بن نمارة بن لخم وكان حازماً ناصحاً وحذره عاقبة ذلك فعصاه واستشار ابن أخته عمرو بن عدي فوافقه فاستخلفه على قومه وجعل على خيوله عمرو بن عبد الحق‏.‏ وسار هو على غربي الفرات إلى أن نزل رحبة مالك ابن طوق‏.‏ وأتته الرسل منها بالألطاف والهدايا ثم استقبلته الخيول‏.‏ فقال له قصير إن أحاطت بك الخيول فهو الغدر فاركب فرسك العصا وكانت لا تجارى‏.‏ فأحاطت به الخيول ودخل جذيمة على الزبا فقطعت رواهشه فسال دمه حتى نزل ومات‏.‏ وقدم قصير على عمرو بن عدي وقد اختلف عليه قومه ومال جماعة منهم إلى عمرو بن عبد الجن فأصلح أمرهم حتى انقادوا جميعاً لعمرو بن عدي‏.‏ وأشار عليه بطلب الثأر من الزبا بخاله جذيمة وكانت الكاهنة قد عرفتها بملكها وأعطتها علامات عمرو فحذرته وبعثت رجلاً من مصوراً يصور لها عمراً في جميع حالاته فسار إليه متنكراً واختلط بحشمه وجاء إليها بصورته فاستثبتته وتيقنت أن مهلكها منه‏.‏ واتخذت نفقاً في الأرض من مجلسها إلى حصن داخل مدينتها‏.‏ وعمد عمرو إلى قصير فجدع أنفه بمواطأة منه على ذلك فلحق بالزبا يشكو ما أصابه من عمرو وأنه إتهمه بمداخلة الزبا في أمر خاله جذيمة وما رأيت بعدما فعل بي أنكى له من أن أكون معك فأكرمته وقربته حتى إذا رضي منها من الوثوق به أشار عليها بالتجارة في طرق العراق وأمتعته فأعطته مالاً وحميراً‏.‏ وذهب إلى العراق ولقي عمرو بن عدي بالحيرة فجهزه بالطرف والأمتعة كيما يرضيها‏.‏ وأتاها بذلك فازدادت به وثوقاً وجهزته بأكثر من الأولى‏.‏ ثم عاد الثالثة وحمل بغاة الجند من أصحاب عمرو في الغرائر على الجمال وعمرو فيهم وتقدم فبشرها بالعير وبكثرة ما حمل إليها من الطرف فخرجت تنظر فانكرت ما رأته في الجمال من التكارد‏.‏ ثم دخلت العير المدينة فلما توسطت أنيخت وخرج الرجال وبادر عمرو إلى النفق فوقف عنده ووضع الرجال سيوفهم في أهل البلد وبادرت الزبا إلى النفق فوجدت عمراً قائماً عنده فلحمها بالسيف وماتت وأصاب ما أصاب من المدينة وانكفأ راجعاً‏.‏ قال الطبري‏:‏ وعمرو بن عدي أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك العرب وأول من تجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق وإليه ينسبون وهم ملوك آل نصر‏.‏ ولم يزل عمرو بن عدي ملكاً حتى مات وهو ابن مائة وعشرين سنة مستبداً منفرداً يغزوهم ويغنم‏.‏ وتفد عليه الوفود ولا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له حتى قدم أردشير بن بابك في أهل فارس‏.‏ قال الطبري‏:‏ وإنما ذكرنا في هذا الموضع أمر جذيمة وابن أخته عمرو بن عدي لما قدمناه عند ذكر ملوك اليمن وأنهما لم يكن لهم ملك مستفحل وإنما كانوا طوائف على المخاليف يغير كل واحد على صاحبه إذا استغفله ويرجع خوف الطلب‏.‏ حتى كان عمرو بن عدي فاتصل له ولعقبه الملك على من كان بنواحي العراق وبادية الحجاز بالعرب فاستعمله ملوك فارس على ذلك إلى آخر أمرهم‏.‏ وكان أمر آل نصر هؤلاء ومن كان من ولاة الفرس وعمالهم على العرب معروفاً مثبتاً عندهم في كنائسهم وأشعارهم‏.‏

وقال هشام بن الكلبي‏:‏ كنت أستخرج أخبار العرب وأنسابهم وأنساب آل نصر بن ربيعة ومبالغ أعمار من ولي منهم لآل كسرى وتاريخ نسبهم من كتبهم بالحيرة‏.‏ وأما ابن إسحق فذكر في آل نصر ومصيرهم إلى العراق أن ذلك كان بسبب الرؤيا التي رآها ربيعة بن نصر وعبرها الكاهنان شق وسطيح‏.‏ وفيها أن الحبشة يغلبون على ملكهم باليمن‏.‏ قال‏:‏ فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرازاد فأسكنهم الحيرة‏.‏ ومن بقية ربيعة بن نصر كان النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر‏.‏ وقد يقال أن المنذر من أعقاب ساطرون ملك الحضر من تنوخ قضاعة‏.‏ رواه ابن إسحق من علماء الكوفة ورواه عن جبير بن مطعم‏.‏ قال‏:‏ لما أتى عمر رضي الله عنه بسيف النعمان دعا بجبير بن مطعم وكان أنسب قريش لقريش والعرب تعلمه من أبي بكر رضي الله عنه فسلمه إياه‏.‏ ثم قال‏:‏ ممن كان النعمان يا جبير قال‏:‏ كان من أسلاف قنص بن معد‏.‏ قال السهيلي‏:‏ كان ولد قنص بن معد انتشروا بالحجاز فوقعت بينهم وبين بني أبيهم حرب وتضايق بالبلاد وأجدبت الأرض فساروا نحو سواد العراق وذلك في أيام ملوك الطوائف فقاتلهم الأردوانيون وبعض ملوك الطوائف وأجلوهم عن السواد وقتلوهم إلا أشلاء لحقت بقبائل العرب ودخلوا فيهم فانتسبوا إلهم‏.‏ قال الطبري‏:‏ حين سأله عمر عن النعمان قال‏:‏ كانت العرب تقول أن أشلاء قنص بن معد وهم من ولد عجم بن قنص إلا أن الناس صحفوا عجم وجعلوا مكانه لخم‏.‏ قال ابن إسحق‏:‏ وأما سائر العرب فيقولون النعمان بن المنذر رجل من لخم ربي بين ولد ربيعة بن نصر‏.‏ ولما هلك عمرو بن عدي ولي بعده على العرب وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة امرؤ القيس بن عمرو بن عدي ويقال له البدء وهو أول من تنصر من ملوك آل نصر وعمال الفرس وعاش فيما ذكر هشام بن الكلبي مائة وأربع عشرة سنة‏.‏ منها أيام سابور ثلاثاً وعشرين سنة وأيام هرمز بن سابور سنة واحدة وأيام بهرام بن هرمز ثلاث سنين وأيام بهرام بن بهرام ثماني عشرة سنة‏.‏ ومن أيام سابور سبعون سنة‏.‏ وهلك لعهده فولي مكانه ابنه عمرو بن امرىء القيس البدء فأقام في ملكه ثلاثين سنة بقية أيام سابور بن سابور‏.‏ ثم ولي مكانه أوس بن قلام العمليقي فيما قال هشام بن محمد وهو من بني عمرو بن عملاق‏.‏ فأقام في ولايته خمس سنين ثم سار به جحجبا بن عتيك بن لخم فقتله وولي مكانه‏.‏ ثم هلك في عهد بهرام بن سابور وولي من بعده امرؤ القيس بن عمرو خمساً وعشرين سنة وهلك أيام يزدجرد الأثيم‏.‏ فولي مكانه ابنه النعمان بن امرىء القيس وأمه شقيقة بنت ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو صاحب الخورنق‏.‏ ويقال إن سبب بنائه إياه أن يزدجرد الأثيم دفع إليه ابنه بهرام جور ليربيه وأمره ببناء هذا الخورنق مسكناً له وأسكنه إياه‏.‏ ويقال‏:‏ إن الصانع الذي بناه كان اسمه سنمار وأنه لما فرغ من بنائه ألقاه من أعلاه فمات من أجل محاورة وقعت اختلف الناس في نقلها والله أعلم بصحتها‏.‏ وذهب ذلك مثلاً بين العرب في قبح الجزاء ووقع في أشعارهم منه كثير وكان النعمان هذا من أفحل ملوك آل نصر وكانت له سنانان إحداهما للعرب والأخرى للفرس‏.‏ وكان يغزو بهما بلاد العرب بالشام ويدوخها‏.‏ وأقام في ملكه ثلاثين سنة ثم زهد وترك الملك ولبس المسوح وذهب فلم يوجد له أثر‏.‏ قال الطبري‏:‏ وأما العلماء بأخبار الفرس فيقولون‏:‏ إن الذي تولى تربية بهرام هو المنذر بن النعمان بن امرىء القيس دفعه إليه يزدجرد الأثيم لإشارة كانت عنده فيه من المنجمين فأحسن تربيته وتأديبه وجاءه بمن يلقنه الخلال من العلوم والآداب والفروسية والنقابة حتى اشتمل على ذلك كله بما رضيه‏.‏ ثم رده إلى أبيه فأقام عنده قليلاً ولم يرض بحاله ووفد على أبيه وافد قيصر وهو أخوه قياودس فقصده بهرام أن يسأل له من أبيه الرجوع إلى بلاد العرب فرجع ونزل على المنذر ثم هلك يزدجرد فاجتمع أهل فارس وولوا عليهم شخصاً من ولد أردشير وعدلوا عن بهرام لمرباه بين العرب وخلوه عن آداب العجم‏.‏ وجهز المنذر العساكر لبهرام لطلب ملكه وقدم ابنه النعمان فحاصر مدينة الملك ثم جاء على أثره بعساكر العرب وبهرام معه‏.‏ فأذعن له فارس وأطاعوه واستوهب المنذر ذنوبهم من بهرام فعفا عنهم واجتمع أمره‏.‏ ورجع المنذر إلى بلاده وشغل باللهو وطمع فيه الملوك حوله وغزاه خاقان ملك الترك في خمسين ألفاً من العساكر‏.‏ وسار إليه بهرام فانتهى إلى أذربيجان ثم إلى أرمينية ثم ذهب يتصيد وخلف أخوه نرسي على العساكر فرماه أهل فارس بالجبن وأنه خار عن لقاء الترك فراسلوا خاقان في الصلح على ما يرضاه فرجع عنهم‏.‏ وانتهى الخبر بذلك إلى بهرام فسار في اتباعه وبيته فانفض بعسكره وقتله بيده‏.‏ واستولى بهرام على ما في العساكر من الأثقال والذراري وظفر بتاج خاقان وأكليله وسيفه بما كان فيه من الجواهر واليواقيت وأسر زوجته وغلب على ناحية من بلاده فولى عليها بعض مرازبته وأذن له في الجلوس على سرير الفضة وأغزى ما وراء النهر فدانوا بالجزية وانصرف إلى أذربيجان فجعل سيف خاقان وأكليله معلقاً ببيت النار وأخدمه خاتون امرأة خاقان‏.‏ ورفع الخراج عن الناس ثلاث سنين شكراً لله تعالى على النصر وتصدق بعشرين ألف ألف درهم مكررة مرتين‏.‏ وكتب بالخبر إلى النواحي‏.‏ وولى أخاه نرسي على خراسان واستوزر له بهرنرسي بن بدارة بن فرخزاد ووصل الطبري نسبه من هنا بعد أربعة فكان رابعهم أشك بن دارا وأغزى بهرام أرض الروم في أربعين ألفاً فانتهى إلى القسنطينية ورجع‏.‏ قال هشام بن الكلبي‏:‏ ثم جاء الحرث ابن عمرو بن حجر الكندي في جيش عظيم إلى بلاد معد والحيرة وقد ولاه تبع بن حسان بن تبع فسار إليه النعمان بن امرىء القيس بن الشقيقة وقاتله فقتل النعمان وعدة من أهل بيته وانهزم أصحابه وأفلت المنذر بن النعمان الأكبر وأمه ماء السماء امرأة من اليمن‏.‏ وتشتت ملك آل النعمان وملك الحرث بن عمرو ما كانوا يملكونه‏.‏ وقال غير هشام بن الكلبي إن النعمان الذي قتله الحرث هو ابن المنذر بن النعمان وأمه هند بنت زيد مناة بن زيد الله بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو الذي أسرته فارس‏.‏ ملك عشرين سنة منها في أيام فيروز بن يزدجرد عشر سنين وأيام يلاوش بن يزدجرد أربع سنين وفي أيام قباذ بن فيروز ست سنين‏.‏ قال هشام بن محمد الكلبي‏:‏ ولما ملك الحرث بن عمرو ملك آل النعمان بعث إليه قباذ يطلب لقاءه وكان مضعفاً فجاءه الحرث وصالحه على أن لا يتجاوز بالعرب الفرات‏.‏ ثم استضعفه فأطلق العرب للغارة في نواحي السواد وراء الفرات فسأله اللقاء بابنه واعتذر إليه أشظاظ العرب وأنه لا يضبطهم إلا المال فاقطعه جانباً من السواد‏.‏ فبعث الحرث إلى ملك اليمن تبع يستنهضه بغزو فارس في بلادهم ويخبره بضعف ملكهم فجمع وسار حتى نزل الحيرة وبعث ابن أخيه شمراً ذا الجناح إلى قباذ فقاتله واتبعه إلى الري فقتله‏.‏ ثم سار شمر إلى خراسان وبعث تبع ابنه حسان إلى الصعد وأمرهما معاً أن يدوخا أرض الصين‏.‏ وبعث ابن أخيه يعفر إلى الروم فحاصر القسطنطينية حتى أعطوا الطاعة والأتاوة‏.‏ وتقدم إلى رومة فحاصرها‏.‏ ثم أصابهم الطاعون ووهنوا له فوثب عليهم الروم فقتلوهم جميعاً‏.‏ وتقدم شمر إلى سمرقند فحاصرها واستعمل الحيلة فيها فملكها‏.‏ ثم سار إلى الصين وهزم الترك ووجد أخاه غسان قد سبقه إلى الصين منذ ثلاث سنين فأقاما هنالك إحدى وعشرين سنة إلى أن هلك‏.‏ قال‏:‏ والصحيح المتفق عليه أنهما رجعا إلى بلادهما بما غنماه من الأموال والذخائر وصنوف الجواهر والطيوب‏.‏ وسارى حتى قدم مكة ونزل شعب حجاز وكانت وفاته باليمن بعد أن ملك مائة وعشرين سنة‏.‏ ولم يخرج أحد بعده من ملوك اليمن غازياً‏.‏ ويقال‏:‏ إنه دخل في دين اليهود للأحبار الذين خرجوا معه من يثرب‏.‏ وأما ابن إسحق فعنده أن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الأخير وهو تبان أسعد أبو كرب‏.‏ قال هشام بن محمد‏:‏ وولي أنوشروان بعد الحرث بن عمرو المنذر بن النعمان الذي أفلت يوم قتل أبوه ونزل الحيرة‏.‏ وأبوه هو النعمان الأكبر‏.‏ فلما قوي سلطان أنوشروان واشتد أمره بعث إلى المنذر فملكه الحيرة وما كان يليه الحرث بن عمرو آكل المرار فلم يزل كذلك حتى هلك‏.‏ قال‏:‏ وملك العرب من قبل الفرس بعد الأسود بن المنذر أخوه المنذر بن المنذر وأمه ماوية بنت النعمان سبع سنين‏.‏ ثم ملك بعده النعمان بن الأسود بن المنذر وأمه أم الملك أخت الحرث بن عمرو أربع سنين‏.‏ ثم استخلف أبو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدي بن الذميل بن ثور بن أسد بن أربى بن نمارة بن لخم ثلاث سنين‏.‏ ثم ملك المنذر بن امرىء القيس وهو ذو القرنين لضفيرتين كانتا له من شعره وأمه ماء السماء بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر بن الضبيب بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط‏.‏ فملك تسعاً وأربعين سنة‏.‏ ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر وأمه هند بنت الحرث بن عمرو بن حجر آكل المرار ست عشرة سنة ولثمان سنين من ملكه كان عام الفيل الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ثم ولى عمرو بن هند شقيقه قابوس أربع سنين سنة منها أيام أنوشروان وثلاثة أيام ابنه هرمز‏.‏ ثم ولى بعده أخوهما المنذر أربع سنين‏.‏ ثم ولى بعده النعمان بن المنذر وهو أبو قابوس اثنين وعشرين سنة منها ثمان سنين أيام هرمز وأربع عشرة أيام أبرويز‏.‏ وفي أيام النعمان هذا اضمحل ملك آل نصر بالجزيرة‏.‏ وعليه أنقرض‏.‏ وهو الذي قتله كسرى أبرويز وأبدل منه في الولاية على الحيرة والعرب باياس بن قبيصة الطائي‏.‏ ثم رد رياسة الحيرة لمرازبة فارس إلى أن جاء الإسلام وذهب ملك فارس‏.‏ وكان الذي دعا أبرويز إلى قتله سعاية زيد بن عدي العبادي فيه عند أبرويز بسبب أن النعمان قتل أباه عدي بن زيد‏.‏
alhadef12000
alhadef12000

عدد الرسائل : 19
تاريخ التسجيل : 06/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى